محادثة على الماسنجر

هو : صباااح الخير
هي : صباح النور
هو : كيف حالك يا قلبي
هي : أفكر فيك
هو : وأنا بعد ما قدرت أنام
هي : لييييه ؟
هو : مشتاق لك
هي : صدق
هو : يعني انا كذاب
هي : لا ما اقصد كذا
هو : ممكن أسألك
هي : اسعل
هو : وش لابسة
هي : يهمك ؟
هو : ايه
هي : أنا لابسة **** لأني بنام !
هو : وش لونه ؟
هي : أحمر
هو : ودّي انام بس مع بعض الناس
هي : مييين يعني ؟
هو : .............
هي : ............

والباقي لا يصلح للعرض !!

والآن .. احضروا عقولكم معي .. وتخيّلوا
تخيّل يا ( هو ) أنك دخلت فجأة على أختك أو زوجتك وهي مع ذاك الـ ( هو )
وأنتِ يا ( هي ) تخيلي أنكِ دخلتِ على زوجكِ وهو مع هذه الـ ( هي )

هل سيرضيكم هذا ؟
لن يرضيكم .. أجزم بذلك ..

طيب ..
إذا جاءت أمكِ أيتها الـ ( هي ) ورأتْ هذه المحادثة ، ما هو شعوركِ ؟!
وأنت أيها الـ ( هو ) إذا دخل عليك أخوكَ الكبير أو أبوك ، ما هو شعورك ؟!

طيّب ..
إذا فتح أحد عليك الباب يا ( هو و هي ) وأنت في حالك تلك !
ماذا ستفعل ؟!
هل ستحس بنبضات قلبك في حلقك ؟!
هل سيتجمع كل دمك في وجهك ؟!
هل ستشعر بالخجل الذي لا تستطيع معه إلا الصمت ؟!
هل ستضغط على زر الخروج خلسةً حتى لا يشعر بشيء ؟!

طيّب ..
تخيّل .. وقد أطفأت الأنوار .. وأمسكت بلوحة المفاتيح لتخوض رحلتك الماسنجرية ..
تخيّل رجلان يأتيانكَ فجأة .. من أين أتوا ؟! الله أعلم
ثمّ تنظر فيهم بدهشة فظيعة وأصابعك لا زالت تداعب لوحة المفاتيح !
يقول الأول : تعال معنا يا ( أنت ) !
تسألهم : إلى أين ؟! لكنّ عيونهم ما زالت تحدّق فيك .. ولا جواب !
ثمّ يأخذك الآخر دون أن يتلطف معك أو يستأذنك
في هذه الأثناء تذهب معهم .. لا خيار لك !
ثم تنظر إلى الوراء إلى حيث مقعدك فتجد شخصا جالسا يعبث بلوحة المفاتيح ..
تماما كما كنت تفعل !
تركز النظر .. إنه أنت !!
يا للحياة الغريبة .. أنا هنا .. وهناك !!
ثمّ يُخرجونك من غرفتك .. قلنا لا خيار لك .. إنهم أقوياء
وفي طريقك تجد أمكَ وهي مذعورة تجري إلى غرفتك
ثمّ تراكَ وقد أضجعتَ رأسكَ على لوحة المفاتيح ..
هاهي أمك قد دخلتْ غرفتك .. إنها على رأسك الآن
ابني .. ابني .. تسمعني ؟!
وأنتَ تنظر إلى كل هذا ولكن الرجُلان يعيقان حركتك
ذهبتَ إلى أمك بعد أن استطعتَ أن تُفلتَ منهما !
وقفتَ أمامها .. ناديتَ بأعلى صوتك : أنا هنا يا أمي
لكنّها ما زالت مطرقة .. لا ترفع رأسها ما زالت تبكي
وتضم ذلك الشخص الذي هو( أنت ) بكل حنانها .. الضمة الأخيرة !
أمي .. أنا ابنك .. لم أمت .. أنا هنا ..
هكذا قلتها لها بعد أن جئتها من كل اتجاه
لكنّها .. لا تسمعك .. ولا تراك !‍
وأنتَ ترى ذلك الشخص الذي هو ( أنت )
لا يستطيع الحراك
كلّما حرّكوه الناس تحرّك .. كالدمية تماما !
ثمّ تراهم بعد أن يحملوه .. وأنت تصرخ بهم .. أنا هنا لم أمت !
لكنّهم .. لا يلقون لكَ بالاً ..
فاخترتَ أن تنظرَ إليهم .. وترى هذا الذي هو ( أنت ) قد حفروا له حفرة عميقة ..
وداخلها شقّ صغير .. إنه بمقاسك طولا وعرضا ..
ثمّ تراهم وقد أدخلوا هذا الذي هو ( أنت ) في تلك الحفرة .. بل في ذلك الشق ..
ثمّ رأيت أباك وقد فتح تلك اللفافة البيضاء .. ليقبّلكَ فقط !
حاولت أن تصرخ أخيرا .. ولكن لا أحد يسمعك .. كلّهم يبكون ..
وبعد أن أهالوا التراب على تلك الحفرة .. خفتتْ رؤيتك
آخر ما علمته أنهم ذهبوا وتركوك وحيدًا ..
هنا .. اسودّت الحياة ، فلا نهار ولا ليل ..
بل ظلامٌ في ظلام !

أخبرني يا ( هو ) وأخبريني يا ( هي )
هل تود أن تكون نهايتك هكذا ؟!
كلّنا سنمر بهذه اللحظات .. ولابد ..
وسيكون آخر ما نسمعه من هذه الدنيا ( قرع نعالهم )
فهل أعددنا نورًا لتلك الحفرة ؟!

يسلموا يدك يا ام الدود